تعديل

الخميس، 27 ديسمبر 2012

نحن شعب لا يقرأ


نحن شعب لا يقرأ ، جملة سمعتها طول حياتي في المدرسة، و قرأتها في أكثر من مقال ، و شاهدت العديد من الأدباء يقولونها في برامج ثقافية (( مملة )) على شاشة التلفزة ، و لم أتخيل أنني سأشعر بنفس مرارة أساتذاتي حين نطقوها و ربما سأبدوا مملا للبعض كما شعرت بالملل عندما شاهدت أولائك الكتاب في تلك البرامج الثقافية ((المملة)).
لم أدرك ذلك حتى طورت رفقة بعض أصدقائي صفحة على الفيسبوك تهتم بكرة القدم إلى موقع رياضي و أصبحت أتابع بشكل قريب من الهوس ، إحصائيات التصفح و إكتشفت شيئا صادما أن الأغلبية الساحقة لا تقرأ أبدا ، بل يكتفون بقرائة العنوان و بعد بضع ثواني ، تجدهم يردون و يعبرون عن رأيهم في العنوان فقط، لأنهم لم يقرأوا الموضوع أساسا !! لحسن الحظ هناك إستثنائات و لكنهم قلة للأسف ، بينما إن وضعت صورة أو فيديو فالتصفح يكون في أعلى مستوياته و سبق أن شاهدت الموقع يصل إلى بضع آلاف زائر خلال وقت وجيز بعد وضع فيديو أحد أهداف منير الحمداوي.
هاته المعضلة جعلتنا نفكر في حل ، فعمد أحد أصدقائي المشرفين على الموقع إلى تعمد وضع عناوين مثيرة لجلب فضول القارئ ، و لكن للأسف تبين لنا أنه بدون الصورة و الصوت يصعب إيصال الخبر الرياضي و الحرف يأتي في المرتبة الأخيرة و يصبح غير مرغوب فيه إن تجاوزت السطرين و لا يهم إن كتبت بالعربية أو الفرنسية أو حتى الهيلوغريفية ، لأن الأغلبية تعادي القرائة.
والغريب أننا ننتمي لأمة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم التي بدأت بكلمة "إقرأ" كلمة حولت في سنوات قليلة رعاة الإبل إلى رعاة أمم و هي نفس الأمم التي تداعت علينا حين هجرنا "إقرأ" و أصبح الكتاب عندنا مرادفا للملل ، حتى أن الإحصائيات الأخيرة جد مرعبة حيث أصدر اتحاد كتاب الإنترنت العرب إحصاءا ييبين أن وقت قرائة المواطن الأوروبي يتعدى 6 ساعات سنويا بينما لا يتجاوز دقيقتين عند المواطن العربي!!
الأكيد أن الشعب الذي يقرأ يشبه النهر العظيم الذي يسقي الزرع و ينشر الحياة حيث ما مر ، أما الشعب الذي لا يقرأ فهو كالبركة الآسنة ، لا حياة فيها و لا نفع يرتجى منها بل أن ضررها أكبر و مع مرور الزمن سياتي من يردمها كما تردم المستنقعات .
أما حال أوطاننا فلن يغيرها لا ربيع و لا صيف إن لم يأتي التغيير من بين دفتي الكتاب ، لأنه كما قيل شعب يقرأ لا يجوع و لا يستعبد .

الخميس، 15 نوفمبر 2012

التجربة الطوغولية !!


بعد كل مباراة سواء في البطولة الوطنية أو لأحد المنتخبات الوطنية ،ألفنا أن نتكلم على معضلة الهرم المقلوب في كرة القدم المغربية ، حيث أننا نطالب بمنتخب قوي و نسعى بالفعل لتعزيزه أو بالأحرى تكوينه من لاعبين محترفين في أوروبا بشكل كلي تقريبا ، و كلما فشلت المعادلة ، نتذكر أن لنا دوري شبه عقيم و أننا مللنا من تكرار كلمة "التكوين" و "ملاعب القرب" و "تقنين الرياضة" ... و مع أن هزيمة يوم أمس كانت في مباراة إستعدادية لم يسعى الطاوسي للبحث عن الفوز بها ، بقدر ما أراد تجريب عناصر أخرى و لو إختلفنا معه في وقت التجريب ، إلا أن الرجل يبقى المسؤول الأول عن المنتخب الوطني و هو الادرى بالمراكز التي يبحث عنها و نوعية اللاعبين التي يريد ، و الأكيد أن جمع منتخب ينتشر في الجهات الأربع للقارة الأوروبية لمدة 3 أيام لن يجعلنا نحكم على عمل الطاوسي كما لم نزكيه يوم الفوز على الموزمبيق ، فالمباراة كانت مناسبة لنتعرف على لاعبين جدد ، و إن لم نأخذ فكرة كافية على مؤهلاتهم إلا أن الروح التي لعب بها أدريان ريغاتان قد تعطي فكرة لزملائه على كيفية الدفاع عن القميص الوطني و لو في مباراة حبية ، أما الحكم فسيكون بعد مباريات كأس إفريقيا ، حيث سيكون للطاوسي الوقت الكافي للعمل مع المجموعة . و لكن الموضوع الأهم بالنسبة لنا هو العمل القاعدي لنعدل هرم كرة القدم المغربية ، و سنعود مرة أخرى للكلام على مراكز التكوين و قبلها ملاعب القرب ثم الأهم هو الرياضة أو بالأحرى التربية الرياضية ، فهذا هو الإسم الصحيح لمادة تلقيناها في المدارس العمومية التي أصبحت تقفل !! و كان الغرض منها إخراج شعب سليم رياضيا و أخلاقيا ، لذلك سميت التربية الرياضية التي تعتبر الأساس و اللبنة الأولى لتخريج أبطال الغد و حتى إن لم يكن أغلبهم أبطالا رياضيين فأكيد سيكون بينهم جمهور رياضي بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، تلقى أدبيات التربية قبل الرياضة ، أما حاليا فالله يسهل فشي منتخب و معاه جمهور حتى هو !!

الجمعة، 5 أكتوبر 2012

عن التسامح !!



سجل كريم أيت فانا اللاعب الدولي المغربي ، أول أهدافه في دوري الابطال الأوروبي و خر ساجدا لربه سجدة شكر و صحبه زميله يونس بلهندة ، سجدة  لم تعجب الدولي الأنجليزي السابق غاري لينكر الذي علق ساخرا على قناة الجزيرة الرياضية بأنه إنحنى لأكل العشب !! 
وضعت الصورة في حسابي على تويتر و جائني رد فرنسي غاضب يحتج على فعل كريم (المشين) !! 
أرغد أبو جهل و أزبد !! إسمه فريديريك و لا أدري لماذا كتبت أبو جهل ؟!! 
قال فرديريك بأن هذا عار على الجمهورية !! فعليهم أن يلتزموا بمبادئ العلمانية !! 
هي سجدة فقط لم يستسغها فرديريك و رأى فيها تهديدا لهوية بلده !! 
ثم أردف قائلا بكل عنجهية عليهم أن يرجعوا لبلدهم ، ففرنسا  جمهورية علمانية !!
غريب أمر هذه العلمانية التي عرفها أصحابها أول الأمر بأنها تفصل بين الدين و السياسة و تدريجيا أصبحت دينا قائما بذاته ، دين له كتاب وضعي و عوض إحترام كل الأديان أصبح يضطهدها !! فلا تسجد سوى للجمهورية و لا تسبح غير بفضائل الديموقراطية التي تكيل بميزانين فحرية التعبير يمكن أن تقاس بمقاييس أخرى إذا لم تكن على هواهم و وفق مصالحهم !!
حين قال فرديريك عليهم أن يرجعوا لبلدهم ، تذكرت قصة عجيبة لرجل عظيم ، كان يقاوم الإستعمار الفرنسي و ألقي عليه القبض و أدخل لمفوضية شرطة و لم يقدم للمحاكمة بل  تعرض لتعذيب شديد حتى خارت قواه و لم يعد يقوى على الوقوف ، و صادف هذا أن أعلن على إستقلال المغرب ، فأمر عميد القسم بإطلاق سراح المعتقلين  ، و عند خروجه أحس أنه متعب لدرجة لا تستطيع قدماه حمله و شاهد أمامه منزلا في حي لا يسكنه سوى المعمرين الفرنسيين و قال لو كان هذا منزلي لمشيت له حبوا !! قالها و هو يتذكر الكيلوميترات التي تفصله عن منزله ، و بعد 10 سنوات و بالصدفة وجد نفس المنزل معروضا للبيع و إشتراه قبل أن يدخله !! فقد حقق خالقه أمنيته و لو بعد حين !!
الغريب أن هذا الرجل رغم أنه تعرض للتعذيب من الفرنسيين الذين إحتلوا بلده ، لم يحقد عليهم يوما ، فقد كان يدق باب منزله بين الفينة و الأخرى فرنسيون ولدوا بنفس الدار ، يطلبون منه رؤية مسقط رأسهم و كان يستقبلهم بإبتسامة عريضة عرض الجرح الغائر في أصبع رجله من جراء تعذيب جلادي المستعمر !! 
هذه قصة عشتها فقد كان ذلك الرجل أبي رحمه الله ، و أضحك حين أسمع الفرنسيين و إخوانهم من الرضاعة (عندنا) يتكلمون عن التسامح !
 فليومنا هذا حين أقصد المسجد أمر على كنيسة كاثوليكية و على كنيس يهودي ، سبق أن شاهدت مرار صديقي اليهودي ليونيل يدخله !! و ما زلت ألتقي أب ليونيل و أخر مرة سألته عن صديقي ، تلعثم و لم يجرئ على أن يقول لي أن إبنه ذهب لإسرائيل ليؤدي خدمته العسكرية !!
 اسف ليونيل لم تعد صديقي و لكن ما زلت ألتقي أسرتك و أبادلهم التحية فهكذا تربيت و هذا ما يمليه علي ديني ، أن أحترم جيراني و أودهم بغض النظر عن معتقدهم !!
عذرا فريديريك فكما أخبرتك ، لا يهمني رأيك و لا جمهوريتك و علمانيتك التي تتشدق بها و لكن إن حصل و جئت لبلدي فسأدلك على الكنيسة التي أمر بها في طريقي للمسجد ، هذا إن كنت تدين بدين اصلا !! 
أما غاري لينكر فلم أجد الكلمات لوصف غبائك ، و أتمنى أن تتصرف إدارة الجزيرة الرياضية بشيء من العزة و الكرامة !!



الاثنين، 1 أكتوبر 2012

طريق الموت


من ذكريات طفولتي ، حين كنت أذهب للمعرض "لافوار" أقصد بشكل فوري حائط الموت ، حيث نصبت حلبة على شكل أفقي من خشب متهالك !! يصعد المتفرجون عبر سلالم ضيقة لأعلاها !!
  ثم يبدأ العرض بمغامر إسمه سعيد يركب سيارة و يتحدى الجاذبية ، فينطلق بسيارته بأقصى سرعة و يبدأ باللف حتى يكاد أن يصل للمتفرجين ثم ينزل تدريجيا إلى قاع الحلبة لترافقه هذه المرة"عزيزة القنيطرية" و يعيد العرض مرة بسيارته (الفيات 124) و تارة أخرى بدراجة نارية و ورائه عزيزة بشعرها الأشقر (زعمة)

ما زلت أتذكر تمايل الحلبة ، فقد كانت مغامرة يشترك فيها الجميع حتى المتفرجين !!
لا أعرف لماذا !! تذكرت حائط الموت حين رأيت فاجعة حادثة تيشكا ، التي أودت بأرواح أكثر من أربع و أربعين قتيل !!
ربما شكل الطريق يشبه حائط الموت !! الفرق هو أن المغامرة كانت بحافلة عفى عنها الزمن ، إنتهى عمرها الإفتراضي تحمل أكثر من طاقتها ، فلا حرج في ذلك بما أن السائق سيبرم ورقة من فئة عشرين درهم و يرميها كلما مر من حاجز تفتيشي ...
هذه المرة ليست لعبة حائط الموت ببطلها سعيد و بطلتها عزيزة بل هي طريق الموت بسائق لا يحمل إسما يمت للسعادة بصلة، و مسافرين ركبوا حافلة الموت مكرهين ، أغلبهم يبحث عن لقمة عيش ندرت في دواره النائي و الذي لا يربطه بباقي مدن البلد إلا طريق الموت ...

مرعلى حادثة تيشكا شهر و شاهدنا بعدها حافلات أخرى تهوي و تسقط معها أرواحا و تخلف أرامل و أيتام و أمهات ثكالى ، نحزن لحزنهم بضع ساعات ثم ننساهم و نستقبل فوجا أخر ، و كأننا نعيش في حرب أهلية ، نصبنا لها صوان عزاء مفتوح !! 
فكيف سنوقف هذه المذبحة ؟؟؟ خوفي أن يطل علينا مسؤول و يقول و الله أوباما ما عند باباه  الطرقان لي عندنا !!

الثلاثاء، 25 سبتمبر 2012

غادية بالبركة !!


غــــادية بالبركة ...



كرة القدم لن تشكل إستثناءً ، مثلا عندما تشكل الجامعة لجنة لإختيار المدرب الوطني ، و هي خطوة يجب أن يسبقها وجود إدارة تقنية وطنية
، أتسائل عن أهلية بعضهم خصوصا في مناقشة مدرب حول مشروعه الذي من المفروض أن يطابق مخططات موضوعة سلفا من الإدارة التقنية (الغير موجودة أصلا) ...
و كأنك تتكلم على المخططات الخماسية !! (راها غير جلدة منفوخة بالريح !! تسلطو عليها شي وحدين قلالين النفس) قال صديقي متهكما ... خليها راها غادية  غير بالبركة
!! 
لم اجد جوابا لإقناع صديقي (المتهكم) لأنه محق نسبيا !! قد يكون هذا جزء من ثقافتنا و ربما هي قناعة عند أغلبنا ...
أتعرف أن قضية المخططات الخماسية ،ذكرتني بقصة غريبة !! يروى أنها وقعت في بلد عربي في الخمسينات من القرن الماضي ، حيث قرر زعيمه الأوحد صاحب الحزب الوحيد، أن يستنجد بخبير إستراتيجي من الإتحاد السوفياتي ، و بالفعل حضر الرفيق و حل بين ربوع البلد الشقيق !! و حددت له مهمة إعادة هيكلة دواليب الدولة ، و لأن عدد الوزارات كانت تفوق عدد محافظات البلد !! إستغرقت مهمة الرفيق أكثر من سنة ، ثم جاء اليوم الموعود و عقد أجتماع على مستوى القمة ، و حضر صاحبنا يتأبط ملفا فيه ورقة واحدة !!
و كم كانت دهشة السيد الرئيس كبيرة و هو يقرأ جملة واحدة في التقرير ، الذي كتب فيه الرفيق ، أشهد أن لا إله إلا الله ، فقاطعه الجمع بلغة المستنكر كيف لشيوعي أن يؤمن !! و مهمتك الأساسية في تطبيق نظام بلدك هنا !!
فأجاب ، أنا هنا منذ مدة و أكتشفت أن لا أحد عندكم يخطط أو يعمل من الأساس !! و لم أجد من لديه الرغبة في ذلك اصلا !! و رغم ذلك البلد (ماشي) أكيد أن هناك رازق يرزقكم!! فأمنت بالله و كفرت بنجاح المخططات الخماسية عندكم !!
ضحك صديقي من قصتي ، بينما يبدو أنها لم ترق لصديقنا الثالث ذو التوجه (...) فقال: لا وجود للبركة ، هناك عمل و تخطيط فقط لا غير ، فالبركة كلمة إخترعناها لنبرر بها خيباتنا أحيانا و لنصبر بها أنفسنا أحيانا أخرى .

فقاطعته قائلا : حسبك يا صديقي فليس كل ما لا تراه فهو غير موجود ، فمثلا النعجة لا تلد أكثر من حمل او إثنين في أقصى تقدير ، بينما قد تلد الكلبة ثمانية جراء ، و عادة ما تجد قطيعا كبيرا من الماشية يحرسها كلب فقط ، رغم أن لحوم الماشية تستهلك عكس لحوم الكلاب !! لا تحاول يا صديقي أن تحسبها فهي البركة طرحت في الغنم و نزعت من الكلاب !!

سكت صديقي الثاني بينما واصل الأول ضحكه قائلا و لكن البركة هي ما بورك من الله عز وجل و يشترط فيه توفر حسن النية لوجود البركة !!
تبادلنا النظرات و قلت إذن لا تخطيط و لا بركة ... خليوها على الله ...

الأحد، 23 سبتمبر 2012

يوميات مدمن !!


سأتوقف هذه المرة !! سأحاول لمدة يومين و أكيد سأنجح ، بقليل من العزيمة و الإرادة سأتغلب إن شاء الله على هذا الإدمان المقيت ، أكيد سأجد حلا ، فقبل بضع سنوات لم يكن المشكل مطروحا عندي أساسا !! و لكن مثل الملايين من البشر وقعت في شرك الإدمان منذ أول ضغطة زر !!
بالطبع لا أتكلم لا على الكوكايين و لا على بضاعتنا الكتامية الشهيرة ،  فحتى التدخين تركته منذ سنوات طويلة و لكني أصبت بإدمان من نوع أخر ، إسمه غوغل و يوتوب و فيسبوك و تويتر ...
عالم ساحر !! حول العالم لقرية صغيرة ، فما وصلت له البشرية حاليا لا أظنه خطر على بال أكثر الناس جموحا في الخيال !! هي ضغطة زر واحدة تلغي المكان و الزمان و الحدود بشتى أنواعها ، أتذكر أنني تراسلت لمدة مع صديق إندونيسي لا يتكلم سوى لغة بلده و نجحنا فعلا في تبادل المعلومات بإستعمال الترجمة الفورية لغوغل !!
أه !! تذكرت !! على ذكر غوغل ، توصلت بعدة رسائل تطلب مني مقاطعة يوتوب و غوغل لمدة يومين !! بالطبع سأجرب فقد سبق أن نجحت في إلغاء كلمة مارلبورو من حياتي !!
و بالصدفة حتى هذه المرة المنتج أمريكي و السبب أنهم يحذفون أي شيء يمت بصلة للعنصرية أو معاداة السامية و يعتبرون القدح في أفضل خلق الله صلى الله عليه و سلم ، حرية تعبير !!
شيء مؤلم فعلا !! ليس سب الرسول صلى الله عليه و سلم لأنه أكبر و أسمى من أي ذم و قدح فما ضر السحاب نباح الكلاب و لا نقيق الضفدع هدير الأمواج ، و لكن الألم هو إحساسنا بالضعف !! حتى أصبح حرق سفارة أعظم فتوحاتنا و مقاطعةمنتجاتهم لمدة يومين هو أقصى ما وصلنا إليه !!
لست منظرا و لا خبيرا إستراتيجيا و ليست لدي حلول !! و أكيد سأنضم لجحافل الضعفاء المساكين المغلوبين على أمرهم و سأقاطع غوغل و يوتوب لمدة يومين (يا له من إنجاز)
قبل أن أنسى سأدون ما كتبت على مدونتي في غوغل لذلك لا تضغطوا على الرابط فنحن مقاطعون ...

الجمعة، 21 سبتمبر 2012

شعب زغبي ...



أكره السياسة و السياسيين و منذ مدة طويلة أتفادى مشاهدة نشرة الأخبار ، حتى لا أرى خيبتنا الجماعية (سياسة النعامة) و مثل العديد منكم وجدت في متابعة كرة القدم متنفسا او ربما حقنة تخدير موضعي ، لكن هذا المخدر يطير مفعوله حال الخروج للحياة العامة ، خصوصا إن إضطررت مكرها التوجه لأحد إداراتنا ال...
و على ذكر الإدارة ، قادني حظي العاثر لأحدها لتخليص معاملة خاصة بي و في الطريق وجدت أكثر من مظ
اهرة .
 أكبرها كانت لمجازين معطلين ، تجمعوا بالعشرات في إحدى الساحات العمومية، تحت شمس حارقة !! شققت طريقي وسطهم و تسللت بخطوات المكره إلى الإدارة و بعد ساعة من الإنتظار إستقبلني المدير ، كان رجلا أربعينيا ببذلة جد أنيقة ، يجلس على كرسي فخم في مكتب مكيف و ما أن قرأ طلبي حتى تغيرت ملامح وجهه !! قال لي بنبرة عصبية ، (هادشي راه فيه الخدمة بزاف )
ثم طلب مساعده الذي أتاه بملفات مهترئة من الأرشيف و قال بعد أن تنهد بعمق (أنا زغبي ...) حينها ضحكت حين تذكرت حال المعطلين الذين في أحسن الأحول تلفحهم أشعة الشمس الحارقة و أحيانا هراوات (السيمي) القاصمة !!
ثم قلت للسيد المدير مستهزأ ، أسف لأني عكرت صفوكم اليوم !!فالمواطن عليه ان لا يزعج الإدارة!!  حينها إنتبه و بدأ يسرد عليا خطابا ، سبق أن سمعته مرارا!! أيام النشرة الجهوية حول حقوق المواطن و حرص الإدارة على مصالحه ... وقفت مقاطعا و قلت له خذوا وقتكم و مرت اكثر من سنة و المدير الزغبي لم يفعل شيئا و مررت بنفس الساحة و وجدت المعطلين (الزغبيين ) ... لم يجدوا عملا بعد ...
أسف أظن أنه يجب أن نجد لهم مصطلحا خاصا ، لأنه إن كان صديقنا المدير الغارق في الرفاهية و الممتنع إختيارا عن العمل ، عرف نفسه بوصف زغبي ، فكيف حال هؤلاء الذين يبحثون عن العمل و لو تحت شمس حارقة و عصا لا تعرف الرحمة !!
تذكرت كل هذا حين سمعت أن برلمانية من حزب ... (أححح) حملت ضحايا حادثة تيشكا المسؤولية و قالت انهم عديمي التربية !!
و ما زلت لهذه اللحظة أنتظر ان تخرج هذه (النائبة) سترنا الله و إياكم من النوائب ، قلت أتمنى أن تخرج بتكذيب ، لأن عقلي لم يستوعب بعد ما حصل لهؤلاء المساكين الذين لو كان بيدهم لربما إختاروا وسيلة نقل أخرى او سكنوا منطقة أحسن أو ربما عاشوا في بلد اخر ، يرحم مواطنيه أحياء و امواتا
أه يا وطني ... شعب زغبي حي و ميت ...

Sanki yedim



العنوان بالتركية و لا علاقة له بمسلسلات "كيف تصبح غبيا في 40 حلقة" و لكنه مصطلح يعني "كأني أكلت" و هي قصة حقيقية,
رائعة تحكي عن رجل تركي تقي إسمه خير الدين ، و هو بالفعل إسم على مسمى !! حيث كان يحلم ببناء مسجد يبقى صدقة جارية من بعده ، و لكنه لم يكن يملك المال الكافي لتحقيق حلمه ، فلجأ إلى الزهد و التقشف عن لذائذ الحياة ، فكان كلما وقعت عينه على لحم أو فاكهة ، يضع يده في جيبه و يقول بلغته التركية "صانكي يدم" أي كأني أكلت !! 
ثم يوفر المبلغ و بعد سنين إستطاع شراء غرفة صغيرة ، أصبحت مسجدا و تحقق حلم خير الدين أفندي الذي ترك صدقة جارية ليس في المسجد فقط و لكن في الفكرة أيضا !!
عندما قرأت القصة تذكرت حالنا بالمقارنة مع الشيخ التقي ، فنحن دولة "فقيرة" أو حسب ما قيل لنا ، و أكبر أوجه فقرنا و عوزنا يتجلى في تنظيم الأولويات عندنا ، مثلا سمعت أن نقل مباراة الموزامبيق سيكلف 500 مليون سنتيم !! و أكثر من ضعف المبلغ ثمنا لمعسكر خارجي على منتخب وقع معاهدة توأمة مع الهزائم !!و يمكنكم أن تقيسوا على ذلك... سخافات سموها ثقافات و مواسم الجهل لأضرحة سيدي اللات و لالة العزى و مناة الثلاثة الأخرى !!
بالطبع أنا هنا لا أزايد و أعرف أن مجتمعنا بحاجة للرياضة و للثقافة مع إدراكي أنهم ليسوا كماليات و لكن أليس حريا بنا أن نمسك العصا من الوسط !! فلا ضرر و لا ضرار ! فلا حاجة لنا بتبذير مبلغ كبير من المال العام لمشاهدة مباراة للمنتخب في أدغال إفريقيا و ليس ضروريا أن نبرمج معسكرات خارجية للمنتخب و لسنا بحاجة أصلا لمدرب يتقضى أجرا خياليا و ليس ضروريا أن ندفع للاعبينا المحترفين حوافز و مصروف جيب بالعملة الصعبة و أجورهم الشهرية كفيلة بإطعام قرى و دشور بأكملها !! هذه القرى التي ينحدر من أغلب لاعبينا المحترفين و التي يعاني معظمها من العزلة ، أليس أولى بنا أن نضعها في ميزان الأولويات و اكيد ستغلب كفة تعبيد طريق و حفر بئر و تشيد مستشفيات و مدارس ... على كثير من الأشياء غير مفيدة بالمرة ،
مثلا قرأت أن نفق مشروع تيشكا قدر بألف مليار سنتيم !! يعني إن وفرنا مال نقل مباراة في إفريقيا و تكاليف معسكر في البرتغال فسنكون قد وفرنا المليار الأول من المشروع و سنقول مثل ما قال الرجل التركي!! كأننا شاهدناها !! و سيقول لاعبونا و كأننا عسكرنا في البرتغال... و إن إستطعنا توفير أموال تضيع في عدد هائل من السخافات ، فأكيد سنحفر النفق و بعدها سنحفر أسس الوطنية الحقة التي لا تحتاج لقواميس لشرحها و لا لعلماء لتفسيرها او لخبراء لتطبيقها بل هو شعور صادق بالإنتماء لهذا الوطن ...

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More