تعديل

الخميس، 27 ديسمبر 2012

نحن شعب لا يقرأ


نحن شعب لا يقرأ ، جملة سمعتها طول حياتي في المدرسة، و قرأتها في أكثر من مقال ، و شاهدت العديد من الأدباء يقولونها في برامج ثقافية (( مملة )) على شاشة التلفزة ، و لم أتخيل أنني سأشعر بنفس مرارة أساتذاتي حين نطقوها و ربما سأبدوا مملا للبعض كما شعرت بالملل عندما شاهدت أولائك الكتاب في تلك البرامج الثقافية ((المملة)).
لم أدرك ذلك حتى طورت رفقة بعض أصدقائي صفحة على الفيسبوك تهتم بكرة القدم إلى موقع رياضي و أصبحت أتابع بشكل قريب من الهوس ، إحصائيات التصفح و إكتشفت شيئا صادما أن الأغلبية الساحقة لا تقرأ أبدا ، بل يكتفون بقرائة العنوان و بعد بضع ثواني ، تجدهم يردون و يعبرون عن رأيهم في العنوان فقط، لأنهم لم يقرأوا الموضوع أساسا !! لحسن الحظ هناك إستثنائات و لكنهم قلة للأسف ، بينما إن وضعت صورة أو فيديو فالتصفح يكون في أعلى مستوياته و سبق أن شاهدت الموقع يصل إلى بضع آلاف زائر خلال وقت وجيز بعد وضع فيديو أحد أهداف منير الحمداوي.
هاته المعضلة جعلتنا نفكر في حل ، فعمد أحد أصدقائي المشرفين على الموقع إلى تعمد وضع عناوين مثيرة لجلب فضول القارئ ، و لكن للأسف تبين لنا أنه بدون الصورة و الصوت يصعب إيصال الخبر الرياضي و الحرف يأتي في المرتبة الأخيرة و يصبح غير مرغوب فيه إن تجاوزت السطرين و لا يهم إن كتبت بالعربية أو الفرنسية أو حتى الهيلوغريفية ، لأن الأغلبية تعادي القرائة.
والغريب أننا ننتمي لأمة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم التي بدأت بكلمة "إقرأ" كلمة حولت في سنوات قليلة رعاة الإبل إلى رعاة أمم و هي نفس الأمم التي تداعت علينا حين هجرنا "إقرأ" و أصبح الكتاب عندنا مرادفا للملل ، حتى أن الإحصائيات الأخيرة جد مرعبة حيث أصدر اتحاد كتاب الإنترنت العرب إحصاءا ييبين أن وقت قرائة المواطن الأوروبي يتعدى 6 ساعات سنويا بينما لا يتجاوز دقيقتين عند المواطن العربي!!
الأكيد أن الشعب الذي يقرأ يشبه النهر العظيم الذي يسقي الزرع و ينشر الحياة حيث ما مر ، أما الشعب الذي لا يقرأ فهو كالبركة الآسنة ، لا حياة فيها و لا نفع يرتجى منها بل أن ضررها أكبر و مع مرور الزمن سياتي من يردمها كما تردم المستنقعات .
أما حال أوطاننا فلن يغيرها لا ربيع و لا صيف إن لم يأتي التغيير من بين دفتي الكتاب ، لأنه كما قيل شعب يقرأ لا يجوع و لا يستعبد .

3 التعليقات:

إن أردت التغيير فإبدأ بنفسك ، أنا أؤمن بهذه المقولة و هي إحدى مبادئي في الحياة. لذلك و بدون الإختباء وراء أعذار كلاسيكية ( لأننا شعب يحب الأعذار بطبعه ) سأقول أن الخلل متجذر في أنفسنا فإن كنت لا أطالع فأنا أول مسؤول عن ذلك،و إن كان أعضاء صفحة المرصد لا يقرؤون المقالات التي تنشرونها، فهذا ليس لأن مقالاتكم مملة أو غير مفيدة بل لأن الأعضاء لا يريدون القراءة ... و كل هذا راجع لتراكم العديد من القيم و العوامل السلببية النابعة من مجتمعنا كرفض الإنصات و الإستفادة من الآخر نظرا لطبعنا المتكبر و المتعالي ... بكل إختصار "لا يغير الله قوما حتى يغيرو ما بأنفسهم" و أتمنى أن لا تكون كأعضاء الصفحة و أن لا تقوم بقراءة تعليقي ^^

ما كتبت ليس نقدا بقدر ما هي خواطر و أفكار أردت إقتسامها مع أصدقائي فقط لا غير ، لذلك لم أتكلم عن الحلول ...

أخي فؤاد هذه ليست مقولة و إنما آية من كتاب الله عز و جل " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "

بحكم تواجدي خارج بأوروبا فأنا أعاين هذا الأمر بشكل يومي، القراءة أو المطالعة هي جزء من الحياة اليومية للمواطن. المطالعة حاضرة أينما حللت. الكل يخصص وقتا من يومه لمطالعة كتاب أو على أقل تقدير تفقد سطور جريدة. بالنسبة للمواطن العربي فالمطالعة تقتصر فقط على طبقة معينة. للأسف الوزارات الإعلام و الثقافة ببلداننا لم تعطي الأهمية اللازمة للكتاب و عوضته بالتلفاز و الراديو و الآن الإنترنت. حتى البرامج التلفزية فهي جد فقيرة من الناحية التثقيفية و العلمية، بل أغلب البرامج هي رقص و غناء و برامج تافهة.
و الله المستعان

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More