سجل كريم أيت فانا اللاعب الدولي المغربي ، أول أهدافه في دوري الابطال الأوروبي و خر ساجدا لربه سجدة شكر و صحبه زميله يونس بلهندة ، سجدة لم تعجب الدولي الأنجليزي السابق غاري لينكر الذي علق ساخرا على قناة الجزيرة الرياضية بأنه إنحنى لأكل العشب !!
وضعت الصورة في حسابي على تويتر و جائني رد فرنسي غاضب يحتج على فعل كريم (المشين) !!
أرغد أبو جهل و أزبد !! إسمه فريديريك و لا أدري لماذا كتبت أبو جهل ؟!!
قال فرديريك بأن هذا عار على الجمهورية !! فعليهم أن يلتزموا بمبادئ العلمانية !!
هي سجدة فقط لم يستسغها فرديريك و رأى فيها تهديدا لهوية بلده !!
ثم أردف قائلا بكل عنجهية عليهم أن يرجعوا لبلدهم ، ففرنسا جمهورية علمانية !!
غريب أمر هذه العلمانية التي عرفها أصحابها أول الأمر بأنها تفصل بين الدين و السياسة و تدريجيا أصبحت دينا قائما بذاته ، دين له كتاب وضعي و عوض إحترام كل الأديان أصبح يضطهدها !! فلا تسجد سوى للجمهورية و لا تسبح غير بفضائل الديموقراطية التي تكيل بميزانين فحرية التعبير يمكن أن تقاس بمقاييس أخرى إذا لم تكن على هواهم و وفق مصالحهم !!
حين قال فرديريك عليهم أن يرجعوا لبلدهم ، تذكرت قصة عجيبة لرجل عظيم ، كان يقاوم الإستعمار الفرنسي و ألقي عليه القبض و أدخل لمفوضية شرطة و لم يقدم للمحاكمة بل تعرض لتعذيب شديد حتى خارت قواه و لم يعد يقوى على الوقوف ، و صادف هذا أن أعلن على إستقلال المغرب ، فأمر عميد القسم بإطلاق سراح المعتقلين ، و عند خروجه أحس أنه متعب لدرجة لا تستطيع قدماه حمله و شاهد أمامه منزلا في حي لا يسكنه سوى المعمرين الفرنسيين و قال لو كان هذا منزلي لمشيت له حبوا !! قالها و هو يتذكر الكيلوميترات التي تفصله عن منزله ، و بعد 10 سنوات و بالصدفة وجد نفس المنزل معروضا للبيع و إشتراه قبل أن يدخله !! فقد حقق خالقه أمنيته و لو بعد حين !!
الغريب أن هذا الرجل رغم أنه تعرض للتعذيب من الفرنسيين الذين إحتلوا بلده ، لم يحقد عليهم يوما ، فقد كان يدق باب منزله بين الفينة و الأخرى فرنسيون ولدوا بنفس الدار ، يطلبون منه رؤية مسقط رأسهم و كان يستقبلهم بإبتسامة عريضة عرض الجرح الغائر في أصبع رجله من جراء تعذيب جلادي المستعمر !!
هذه قصة عشتها فقد كان ذلك الرجل أبي رحمه الله ، و أضحك حين أسمع الفرنسيين و إخوانهم من الرضاعة (عندنا) يتكلمون عن التسامح !
فليومنا هذا حين أقصد المسجد أمر على كنيسة كاثوليكية و على كنيس يهودي ، سبق أن شاهدت مرار صديقي اليهودي ليونيل يدخله !! و ما زلت ألتقي أب ليونيل و أخر مرة سألته عن صديقي ، تلعثم و لم يجرئ على أن يقول لي أن إبنه ذهب لإسرائيل ليؤدي خدمته العسكرية !!
اسف ليونيل لم تعد صديقي و لكن ما زلت ألتقي أسرتك و أبادلهم التحية فهكذا تربيت و هذا ما يمليه علي ديني ، أن أحترم جيراني و أودهم بغض النظر عن معتقدهم !!
عذرا فريديريك فكما أخبرتك ، لا يهمني رأيك و لا جمهوريتك و علمانيتك التي تتشدق بها و لكن إن حصل و جئت لبلدي فسأدلك على الكنيسة التي أمر بها في طريقي للمسجد ، هذا إن كنت تدين بدين اصلا !!
أما غاري لينكر فلم أجد الكلمات لوصف غبائك ، و أتمنى أن تتصرف إدارة الجزيرة الرياضية بشيء من العزة و الكرامة !!
2 التعليقات:
السلام عليك ورحمة الله وبركاته،
اسمح لي ان اسألك سؤال: هل كتبت هذا الكلام انتصارا لنفسك ام لله؟
اعلم ان الله لايقبل منا الا ان نقول للناس حسنا ونحسن اذا أساءوا، لنا في رسول الله عليه الصلاة والسلام قدوة
الرسول التقى بكفار قالوا كلاما اسوء من كلام المذيع بل ضربوه لكن ماذا كان موقفه؟ كان حريص على هدايتهم وحريص ان يدخلوا الجنة مهما عملوا،وكان يدعو لهم من كل قلبه وهو يبكي, هذا هو ديننا ومنهجنا رحمة للعالمين، لانغضب اذا آذونا لفظيا ابدا
الرسول كان يعالج اصل المشكل لايلتفت للعوارض، لو كان بيننا وسمع كلام المذيع لعلم ان ليس لديه علم والتمس له العذر وعلمه بكل حب لانه سيكون بالتاكيد حريص على هدايته ويبكي حزنا واشفاقا عليه كي لا يدخل النار، كما بكى في جنازة اليهودي وقال حينها : نفس تفلتت مني.. هكذا ينبغي ان يكون حالنا مع كل الناس مادمنا حملنا مشعل الرحمة بعد وفاة الرسول. اما ان نغلظ في الكلام ونسب ونسيء اساءة اكثر من اساءة الاخر فهذا ليس من الدين لا من قريب ولا من بعيد وليس منهج الرسول الذي نغار عليه. ولا نمن على احد بحسن المعاملة لانها طاعة لله ليس استعلاء على الناس
أهلا كوثر و شكرا على التفاعل ، ما كتبته هو عبارة عن خواطر تعبر عن رأيي الشخصي ، أما غاري لينيكر فهو يعمل لمحطة قطرية و يزور الدوحة بإنتظام و يعرف جيدا ما معنى السجود و لو قال ما قال على محطة أنجليزية لطرد فورا
إرسال تعليق