تعديل

الجمعة، 21 سبتمبر 2012

شعب زغبي ...



أكره السياسة و السياسيين و منذ مدة طويلة أتفادى مشاهدة نشرة الأخبار ، حتى لا أرى خيبتنا الجماعية (سياسة النعامة) و مثل العديد منكم وجدت في متابعة كرة القدم متنفسا او ربما حقنة تخدير موضعي ، لكن هذا المخدر يطير مفعوله حال الخروج للحياة العامة ، خصوصا إن إضطررت مكرها التوجه لأحد إداراتنا ال...
و على ذكر الإدارة ، قادني حظي العاثر لأحدها لتخليص معاملة خاصة بي و في الطريق وجدت أكثر من مظ
اهرة .
 أكبرها كانت لمجازين معطلين ، تجمعوا بالعشرات في إحدى الساحات العمومية، تحت شمس حارقة !! شققت طريقي وسطهم و تسللت بخطوات المكره إلى الإدارة و بعد ساعة من الإنتظار إستقبلني المدير ، كان رجلا أربعينيا ببذلة جد أنيقة ، يجلس على كرسي فخم في مكتب مكيف و ما أن قرأ طلبي حتى تغيرت ملامح وجهه !! قال لي بنبرة عصبية ، (هادشي راه فيه الخدمة بزاف )
ثم طلب مساعده الذي أتاه بملفات مهترئة من الأرشيف و قال بعد أن تنهد بعمق (أنا زغبي ...) حينها ضحكت حين تذكرت حال المعطلين الذين في أحسن الأحول تلفحهم أشعة الشمس الحارقة و أحيانا هراوات (السيمي) القاصمة !!
ثم قلت للسيد المدير مستهزأ ، أسف لأني عكرت صفوكم اليوم !!فالمواطن عليه ان لا يزعج الإدارة!!  حينها إنتبه و بدأ يسرد عليا خطابا ، سبق أن سمعته مرارا!! أيام النشرة الجهوية حول حقوق المواطن و حرص الإدارة على مصالحه ... وقفت مقاطعا و قلت له خذوا وقتكم و مرت اكثر من سنة و المدير الزغبي لم يفعل شيئا و مررت بنفس الساحة و وجدت المعطلين (الزغبيين ) ... لم يجدوا عملا بعد ...
أسف أظن أنه يجب أن نجد لهم مصطلحا خاصا ، لأنه إن كان صديقنا المدير الغارق في الرفاهية و الممتنع إختيارا عن العمل ، عرف نفسه بوصف زغبي ، فكيف حال هؤلاء الذين يبحثون عن العمل و لو تحت شمس حارقة و عصا لا تعرف الرحمة !!
تذكرت كل هذا حين سمعت أن برلمانية من حزب ... (أححح) حملت ضحايا حادثة تيشكا المسؤولية و قالت انهم عديمي التربية !!
و ما زلت لهذه اللحظة أنتظر ان تخرج هذه (النائبة) سترنا الله و إياكم من النوائب ، قلت أتمنى أن تخرج بتكذيب ، لأن عقلي لم يستوعب بعد ما حصل لهؤلاء المساكين الذين لو كان بيدهم لربما إختاروا وسيلة نقل أخرى او سكنوا منطقة أحسن أو ربما عاشوا في بلد اخر ، يرحم مواطنيه أحياء و امواتا
أه يا وطني ... شعب زغبي حي و ميت ...

2 التعليقات:

هكذا حالنا فصبر جميل حتى يأتي الله ب أمره

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More