تعديل

الجمعة، 5 أكتوبر 2012

عن التسامح !!



سجل كريم أيت فانا اللاعب الدولي المغربي ، أول أهدافه في دوري الابطال الأوروبي و خر ساجدا لربه سجدة شكر و صحبه زميله يونس بلهندة ، سجدة  لم تعجب الدولي الأنجليزي السابق غاري لينكر الذي علق ساخرا على قناة الجزيرة الرياضية بأنه إنحنى لأكل العشب !! 
وضعت الصورة في حسابي على تويتر و جائني رد فرنسي غاضب يحتج على فعل كريم (المشين) !! 
أرغد أبو جهل و أزبد !! إسمه فريديريك و لا أدري لماذا كتبت أبو جهل ؟!! 
قال فرديريك بأن هذا عار على الجمهورية !! فعليهم أن يلتزموا بمبادئ العلمانية !! 
هي سجدة فقط لم يستسغها فرديريك و رأى فيها تهديدا لهوية بلده !! 
ثم أردف قائلا بكل عنجهية عليهم أن يرجعوا لبلدهم ، ففرنسا  جمهورية علمانية !!
غريب أمر هذه العلمانية التي عرفها أصحابها أول الأمر بأنها تفصل بين الدين و السياسة و تدريجيا أصبحت دينا قائما بذاته ، دين له كتاب وضعي و عوض إحترام كل الأديان أصبح يضطهدها !! فلا تسجد سوى للجمهورية و لا تسبح غير بفضائل الديموقراطية التي تكيل بميزانين فحرية التعبير يمكن أن تقاس بمقاييس أخرى إذا لم تكن على هواهم و وفق مصالحهم !!
حين قال فرديريك عليهم أن يرجعوا لبلدهم ، تذكرت قصة عجيبة لرجل عظيم ، كان يقاوم الإستعمار الفرنسي و ألقي عليه القبض و أدخل لمفوضية شرطة و لم يقدم للمحاكمة بل  تعرض لتعذيب شديد حتى خارت قواه و لم يعد يقوى على الوقوف ، و صادف هذا أن أعلن على إستقلال المغرب ، فأمر عميد القسم بإطلاق سراح المعتقلين  ، و عند خروجه أحس أنه متعب لدرجة لا تستطيع قدماه حمله و شاهد أمامه منزلا في حي لا يسكنه سوى المعمرين الفرنسيين و قال لو كان هذا منزلي لمشيت له حبوا !! قالها و هو يتذكر الكيلوميترات التي تفصله عن منزله ، و بعد 10 سنوات و بالصدفة وجد نفس المنزل معروضا للبيع و إشتراه قبل أن يدخله !! فقد حقق خالقه أمنيته و لو بعد حين !!
الغريب أن هذا الرجل رغم أنه تعرض للتعذيب من الفرنسيين الذين إحتلوا بلده ، لم يحقد عليهم يوما ، فقد كان يدق باب منزله بين الفينة و الأخرى فرنسيون ولدوا بنفس الدار ، يطلبون منه رؤية مسقط رأسهم و كان يستقبلهم بإبتسامة عريضة عرض الجرح الغائر في أصبع رجله من جراء تعذيب جلادي المستعمر !! 
هذه قصة عشتها فقد كان ذلك الرجل أبي رحمه الله ، و أضحك حين أسمع الفرنسيين و إخوانهم من الرضاعة (عندنا) يتكلمون عن التسامح !
 فليومنا هذا حين أقصد المسجد أمر على كنيسة كاثوليكية و على كنيس يهودي ، سبق أن شاهدت مرار صديقي اليهودي ليونيل يدخله !! و ما زلت ألتقي أب ليونيل و أخر مرة سألته عن صديقي ، تلعثم و لم يجرئ على أن يقول لي أن إبنه ذهب لإسرائيل ليؤدي خدمته العسكرية !!
 اسف ليونيل لم تعد صديقي و لكن ما زلت ألتقي أسرتك و أبادلهم التحية فهكذا تربيت و هذا ما يمليه علي ديني ، أن أحترم جيراني و أودهم بغض النظر عن معتقدهم !!
عذرا فريديريك فكما أخبرتك ، لا يهمني رأيك و لا جمهوريتك و علمانيتك التي تتشدق بها و لكن إن حصل و جئت لبلدي فسأدلك على الكنيسة التي أمر بها في طريقي للمسجد ، هذا إن كنت تدين بدين اصلا !! 
أما غاري لينكر فلم أجد الكلمات لوصف غبائك ، و أتمنى أن تتصرف إدارة الجزيرة الرياضية بشيء من العزة و الكرامة !!



الاثنين، 1 أكتوبر 2012

طريق الموت


من ذكريات طفولتي ، حين كنت أذهب للمعرض "لافوار" أقصد بشكل فوري حائط الموت ، حيث نصبت حلبة على شكل أفقي من خشب متهالك !! يصعد المتفرجون عبر سلالم ضيقة لأعلاها !!
  ثم يبدأ العرض بمغامر إسمه سعيد يركب سيارة و يتحدى الجاذبية ، فينطلق بسيارته بأقصى سرعة و يبدأ باللف حتى يكاد أن يصل للمتفرجين ثم ينزل تدريجيا إلى قاع الحلبة لترافقه هذه المرة"عزيزة القنيطرية" و يعيد العرض مرة بسيارته (الفيات 124) و تارة أخرى بدراجة نارية و ورائه عزيزة بشعرها الأشقر (زعمة)

ما زلت أتذكر تمايل الحلبة ، فقد كانت مغامرة يشترك فيها الجميع حتى المتفرجين !!
لا أعرف لماذا !! تذكرت حائط الموت حين رأيت فاجعة حادثة تيشكا ، التي أودت بأرواح أكثر من أربع و أربعين قتيل !!
ربما شكل الطريق يشبه حائط الموت !! الفرق هو أن المغامرة كانت بحافلة عفى عنها الزمن ، إنتهى عمرها الإفتراضي تحمل أكثر من طاقتها ، فلا حرج في ذلك بما أن السائق سيبرم ورقة من فئة عشرين درهم و يرميها كلما مر من حاجز تفتيشي ...
هذه المرة ليست لعبة حائط الموت ببطلها سعيد و بطلتها عزيزة بل هي طريق الموت بسائق لا يحمل إسما يمت للسعادة بصلة، و مسافرين ركبوا حافلة الموت مكرهين ، أغلبهم يبحث عن لقمة عيش ندرت في دواره النائي و الذي لا يربطه بباقي مدن البلد إلا طريق الموت ...

مرعلى حادثة تيشكا شهر و شاهدنا بعدها حافلات أخرى تهوي و تسقط معها أرواحا و تخلف أرامل و أيتام و أمهات ثكالى ، نحزن لحزنهم بضع ساعات ثم ننساهم و نستقبل فوجا أخر ، و كأننا نعيش في حرب أهلية ، نصبنا لها صوان عزاء مفتوح !! 
فكيف سنوقف هذه المذبحة ؟؟؟ خوفي أن يطل علينا مسؤول و يقول و الله أوباما ما عند باباه  الطرقان لي عندنا !!

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More